غزة 28-10-2024 وفا- وسط مخاطر محدقة رافقتهم طوال الرحلة، تمكن مواطنون من الوصول لبعض مناطق سكنهم بمحافظة شمال قطاع غزة، إثر إعادة تمركز وتموضع قوات الاحتلال فيها ضمن اجتياح مستمر لليوم الثالث والعشرين.
وقال مواطنون كانوا قد أُجبروا على مغادرة مناطقهم، إنهم رصدوا دمارا واسعا في المنازل والشوارع والبنية التحتية في كل المناطق التي وصلوا إليها بحسب “الأناضول”.
وأعادت قوات الاحتلال انتشارها في أماكن توغلها شمال قطاع غزة، وتمركزت على الأطراف الأربعة للمنطقة، وواصلت استهدافها المكثف جوا وبرا، وفق الأناضول.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري شرع جيش الاحتلال بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع، وفي اليوم التالي بدأ اجتياح المنطقة.
وتسعى قوات الاحتلال إلى احتلال المنطقة وتحويلها لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانها عبر “إبادة” تنفذها بقصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع وصول الغذاء والمياه لمئات آلاف المواطنين.
دمار هائل
محمد طعيمة وصل إلى منطقة “بلوك 4” في قلب مخيم جباليا للاجئين، حيث يقع منزله الذي تحول إلى كومة من الرماد والرمال، على حد وصفه.
وقال طعيمة للأناضول: “لم أتوقع أن تهدم آليات الاحتلال بيتي المكون من 3 طبقات بهذا الشكل، وتحول المنطقة لتجمع من الرمال والركام بعد هدم عشرات المنازل الأخرى”.
وأضاف: “وصولي للمنطقة لم يكن سهلا لأن آليات الاحتلال كانت تطلق نيرانها تجاهها بكثافة، إضافة للمُسيّرات التي تغطي السماء”.
طعيمة زاد بأن “الاحتلال في اجتياحه السابق لمخيم جباليا قبل أشهر دمر معظم منازله وشوارعه، وهذه المرة عاد لتدمير ما تبقى منها”.
وتابع: “جرفت آليات الاحتلال أجزاء كبيرة من مراكز الإيواء الموجودة في المخيم والتي تتبع لوكالة الأونروا، ومعظم أساسات البنية التحتية، سيما المياه والصرف الصحفي، مدمرة بمعظم مناطق مخيم جباليا إثر أعمال الحفر آليات الاحتلال”.
وأكد أن “مخيم جباليا لم يعد صالحا للسكن نهائيا بعد هذا الدمار، ومعظم أهله النازحين سيتفاجؤون بما حلّ بمنازلهم بعدما يعودون ويشاهدون الكارثة المهولة”.
آليات محترقة
إلى حي الصفطاوي غرب بلدة جباليا وصل شبان، ورصدوا هناك دمارا كبيرا في المنازل والمحال التجارية والشوارع.
محمد نبهان كان من الواصلين إلى المكان المدمر، وقال إن “المنطقة كانت مليئة بالحياة قبل هذا الاجتياح ولا يمكن أن تعود لما كانت عليه بعده”.
وأضاف أن “الاحتلال أعدم كل مقدرات الحياة ونسف عددا كبيرا من المنازل والأبراج السكنية التي تضم عشرات الوحدات السكنية”.
وشدد على أن “خسائر التجار في تلك المنطقة كبيرة جدا لأن فيها عدد من المحال التي كان بداخلها بضائع لهم”.
وحسب نبهان فإن “اللافت في المنطقة كان وجود بعض الآليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة والمحروقة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية”.
وزاد بأن “حجم الدمار بتلك الآليات يدلل على ضراوة وشدة الاشتباكات التي خاضتها المقاومة ويفسر حجم الدمار بالمنطقة لأن الاحتلال كلما تعرض لخسائر يزيد من الدمار”.
حرق وإعدام للحياة
أما الشاب محمد المدهون، فلم يتمكن من إخفاء صدمته فور وصوله لمحيط “دوار الشيخ زايد” إلى الشمال من مخيم جباليا.
وقال المدهون للأناضول: “الاحتلال حرق كثير من المنازل ومراكز الإيواء ودمرها دمارا كاملا”.
ولفت إلى أن “مراكز الإيواء والمنازل كانت مليئة بالأثاث ومستلزمات الحياة الخاصة بالناس، لكن جميعها أصبح رمادا”.
المدهون أفاد بأن “جيش الاحتلال جرف شوارع كثيرة وأراض بمحيط المنطقة وحولها لمناطق قاحلة بعد أن كان بها بعض الأشجار ومظاهر الحياة”.
وروى الشاب أن “الاحتلال تعمد تدمير كل شيء شمال قطاع غزة لإعدام الحياة فيه ولدفع المواطنين إلى الهجرة والنزوح منه”.